آخبار عاجل

 كيف يختبر المراهق حدود والديه  ؟ .. بقلم : « سلوى المؤيد

09 - 03 - 2019 12:00 1359

الحلقة الـ  50 من كتاب « كيف نعلم أبناءنا تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة : « سلوى المؤيد » تحت عنوان :   كيف يختبر المراهق حدود والديه  ؟

........................................

 

 يحاول الأبناءالمراهقين في أغلب الأحيان  اختبار حدود أبائهم  عندما يطلب الآباء  من أبنائهم أن يتحملوا  نتائج  أفعالهم المنطقية .. و هذا أمر طبيعي إذ لا توجد لديهم طريقة أخرى لكي يتأكدوا أن آبائهم  جادون  في توقيع العقاب عليهم ..هم يحاولون..لكن على الآباء أن لا يشعرواباليأس من  مدى فعالية هذه الطريقة المثمرة في تعليم الأبناء تحمل نتائج أفعالهم لإنها تساعدهم على  تطوير شخصياتهم .

وهذا بالضبط ما حاول محمود أن يفعله لوالديه عندما  طلبا منه   إعلامهم  بالمكان الذي يذهب  إليه بعد المدرسة أو عندما أخذوا منه امتياز  العودة الساعة الحادية عشر مساء لفترة محدودة حتى يثبت لهم تحمله لمسؤلية إهماله لحدودهما من قبل .

في البداية بدأ محمود بالشكوى ثم أخذ يختبر والديه حول مدى جديتهما في توقيع العقاب عليه لكي يتحمل   نتائج تصرفاته السلبية..  إلا إنه يواجه في كل مرة يحاول فيها ذلك بموقف  متحداً جاداًمن والديه  لا يقوم على  إلقاء المحاضرات ولا المناقشات الطويلة  ولا العقاب المتسلط   ..  لإنهم قررا وضع  المسؤلية على عاتق ابنهما محمود.. وجعله  مسؤول عن اختيار اته وتصرفاته  ..لكنه أخذ وقتاً حتى أدرك أن قواعد والديه أو حدودهما كانت حازمة ..وعندما وصل إلى ذلك الإدراك خضع للأمر الواقع وأصبح يعلم والديه بما يفعل  وتدريجياً تعلم الدرس الذي كانا يحاولان تعليمه إياه .

والدي محمود و ورجاء كان مؤثر ان  لإنهما جعلا التمرين الذي مارسه أبنائهما يعلمهما فعلياً الواجب عليهما القيام به ..لقد وضع الآباء الحدود الواضحةالتي تساعدهم على الإكتشاف ..ودعما حدودهما بالنتائج المنطقية التي يتحملها الأبناء عملياً ليحصلا على التمرين الذي يستطيعان به  تطوير تصرفاتهم ..أي لم يتدخلوا ..وتركوا أبنائهم يقومون بالتعلم ..وطرق التعليم والتعلم تصبح  أكثر مرونه وسلاسة   عندما يسيطر الآباء  على الحدود أو القواعد الأسرية التي يضعوها لا  على أبنائهم .

 إن اكتشاف المراهقين لذواتهم  هي المهاره الأولى التي يكتسبوها.. هم يريدون الحرية  بالنسبة  لاختياراتهم  للقواعد الجديدة بالنسبة إليهم عندما وصلوا إلى هذه السن ..أصبحوا يؤمنون بقيم واعتقادات جديدة  ..ولديهم علاقات وارتباطات..وكل تجربة جديدة تقربهم خطوة إلى إشباع مهاراتهم في اكتشاف هوياتهم .

والمراهقون مسلحين من الناحية الذكائية لكي يتعاملوا مع مهارات التطور ..فهم قادرون على النظر إلى الأمام واكتشاف  المواقف المتناقضة  ..ولديهم القدرة  أن يختبروا الحدود التي توضع لهم بعقولهم لا بتصرفاتهم ..  وهذا الإختلاف  في النموالعقلي الذكائي هو الذي يؤثر في الطرق التي  يحاولون الوصول من خلالها إلى التصرفات السليمة ..وهم بحاجة أثناء ذلك إلى حدودنا الحازمة وتشجيعنا..والتعليمات التي نضعها لهم لكي يتحملوا نتائج أعمالهم المنطقية .. لكنهم أيضاً بحاجة إلى شيء من المرونة في الحدود التي يضعها لهم آبائهم  .. وأن يشاركوا أكثر في اتخاذ القرارات الخاصة بهم وبمستقبلهم ..وهم بحاجة أيضاً إلى مساعدتهم من أجل   ان يختاروا ما هو مسموح لهم من خيارات  بعقولهم..ويريدون  أيضاً المزيد من الحرية ليكتشفوا ..لكنهم  أيضاً بحاجة إلى حدود أو قواعد واضحة لتقودهم إلى هذا الإكتشاف المعرفي .. وأفضل الحدود هي التي تقوم على تحمل المراهق لعواقب أو نتائج أفعاله السيئة واختياره الحلول من ضمن عدة خيارات يناقشها مع والديه ليختار أحدها..ويلتزم به لإنه اختاره بنفسه..وبذلك يتعلم الإحساس بالمسؤلية والإلتزام ..منذ سنوات المراهقة....ولهذا السبب فإن تعامل الآباء مع أبنائهم على أساس التضييق عليهم بمنحهم حرية محدودة  أ و منحهم حرية مطلقة بلا حدود  .. فإنهم  يمنعون بذلك تطور الفضول المعرفي والرغبة في   اكتشاف نفوسهم من الداخل

يستطيع الآباء إذن ..أن يوازنوا بين حدودهم ليصلوا بإبنائهم إلى  التوازن  المطلوب بين الحرية والمسؤلية  .

                                               

 وأعود وأكررحقيقة هامة تتمثل في  أننا لا يمكن أن نقوم بهذا المجهود التربوي مع أبنائنا ..إذا كنا كآباء لا نشعر بالمسؤلية وننجب عدد من الأبناء يفوق قدراتنا المادية والصحية .. لإن هذا النوع من التربية التي نحن بإمس الحاجة إليها في العصر الحاضر لا يمكن أن تتم إلا إذا تعامل الآباء مع أبنائهم بصبر وتأني وجلسات يجلسها الأب أو الأم مع كل إبن من أبنائهم على حده ..ويقضي وقتاً مناسباً في فهم  شخصيته وكيفية التعامل معه على أساسها .

سنوات المراهقة  حساسة وخطيرة مع الإهمال والحرمان والبؤس والتدليل ..أي أن الإنجاب لا علاقة له بالفقر والغنى ..وإنما بالإحساس بالمسؤلية لدى الآباء بالنسبة لدورهم الخطير في تربية  أطفال ومراهقين  سيكونون رجال ونساء  المستقبل .



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved